حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,7 يوليو, 2025 م
  • الصفحة الرئيسية
  • كُتاب سرايا
  • هل انفصال كردستان العراق استهداف لإيران بشكل خاص من الخاصرة الكردية؟ ..  هل هو للإبقاء على سوريا والعراق في حالة فوضى دائمة! .. هل هو لإدخال تركيا في اتون الفوضى؟ .. هل تقايض أمريكا العراق على نتائج الاستفتاء؟
طباعة
  • المشاهدات: 18203

هل انفصال كردستان العراق استهداف لإيران بشكل خاص من الخاصرة الكردية؟ ..  هل هو للإبقاء على سوريا والعراق في حالة فوضى دائمة! .. هل هو لإدخال تركيا في اتون الفوضى؟ .. هل تقايض أمريكا العراق على نتائج الاستفتاء؟

هل انفصال كردستان العراق استهداف لإيران بشكل خاص من الخاصرة الكردية؟ ..  هل هو للإبقاء على سوريا والعراق في حالة فوضى دائمة! .. هل هو لإدخال تركيا في اتون الفوضى؟ .. هل تقايض أمريكا العراق على نتائج الاستفتاء؟

 هل انفصال كردستان العراق استهداف لإيران بشكل خاص من الخاصرة الكردية؟  ..  هل هو للإبقاء على سوريا والعراق في حالة فوضى دائمة!  ..  هل هو لإدخال تركيا في اتون الفوضى؟  ..  هل تقايض أمريكا العراق على نتائج الاستفتاء؟

28-09-2017 06:58 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
واخيرا تم الاستفتاء على الاستقلال لكردستان العراق في 25 سبتمبر / ايلول 2017 ، هذا الاستفتاء الذي كان من المقرر أن يتم أصلا في عام 2014 في خضم الجدل والنزاع ما بين حكومة كردستان والحكومة الاتحادية في بغداد ، وقد حدث هذا الاستفتاء من خلال مشاركة الاكراد في عملية الاقتراع حيث وصل عدد الذين صوتوا الى نحو أربعة ملايين كردي من مناطق الاقليم و خارجة بنسبة مشاركة 72.16%، وقد وصفت الجهة التي نظمت الاستفتاء أن عملية الاستفتاء تمت بهدوء بدون أي خروقات كبيرة، وذلك بحضور مراقبين دوليين ، وفي موازاة ذلك فقد رفضت الحكومة الاتحادية في بغداد ودول الجوار التي اعتبرت الاستفتاء سببا لإثارة الفوضى والصراعات، وأكدت عدم شرعيته ورفض نتائجه...

ولتوضيح الصورة أكثر حول الأسباب التي آل اليها هذا الاستفتاء ومن منظور تداعيات الاحداث في العراق والتي أحدثها الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق في العام 2003 وسقوط نظام صدّام حسين، قامت في العراق دولة هشّة سيطرت عليها بشكل تدريجي الميليشيات المذهبية التابعة لأحزاب عراقية تابعة عمليا لإيران ثم ما لبثت هذه الميليشيات أن تحوّلت إلى ما يسمّى “الحشد الشعبي” الذي شكل بديلا من المؤسسة العسكرية العراقية العريقة وهو ما لا يمكن تجاهله أن الجيش العراقي تأسّس في العام 1921 وكان من الجيوش التي يحسب لها الف حساب في المنطقة وهو ما سعت واستطاعت إيران عمله لتغيير طبيعة هذا الجيش كي لا تقوم له قائمة في يوم من الأيّام من جهة، وكي يكون في كلّ وقت تحت سيطرة “الحشد الشعبي”، تماما كما حال الجيش الإيراني مع “الحرس الثوري” من جهة أخرى  ، وفي هذا السياق لم يجد الأكراد مكانا لهم في الدولة الدينية التي أقامتها إيران في العراق، مثلما لم يجدوا مكانا في الماضي عندما حكم البعث العراق وفي موازاة ذلك، ليس ما يشير إلى أنّ في الإمكان خروج العراق من النفق المظلم الذي دخل فيه وذلك على الرغم من وجود بعض المقاومة للسيطرة الإيرانية من قبل الاقطاب السياسية الشيعة العرب في البلاد اذ تعبّر عن هذه المقاومة بحياء وعدم المجاهرة بها أحيانا، أو بجرأة في أحيان أخرى يقوم عليها شخصيات بوزن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أو زعيم التيار الصدري السيّد مقتدى الصدر أو زعيم المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيّد عمّار الحكيم.

وبالعودة الى خلفيات الدعوة الى الاستفتاء الذي قام عليه رئيس إقليم كردستان ومن حيث الموضوعية فإنه لا يمكن لأحد نكران ان الكرد في هذه المرحلة اكثر توحداً وان ظهرت حالات كردية معترضة على سلوك القادة الكرد الداعين للانفصال وهذا ما بدى واضحاً من خلال الإقبال على الاقتراع في مناطق سيطرة الكرد في سوريا والحشود الشعبية الكبيرة التي سبقت الاستفتاء في اقليم كردستان وهو ما يمكن ان يعطي قادة الانفصال في سوريا والعراق شرعية كردية شعبية وهو الامر الذي بنى عليه البرزاني توجهاته في هذا الاطار وهو ما سيؤول في النهاية الى استقلال كردستان العراق واعلانه دولة مستقلة وهنا تكمن صعوبة القرار الذي اتخذه السيد البرزاني بالتمسك بموعد الاستفتاء في حجم الضغوط ونوعية الأطراف التي مارستها اذ ليس سهلا الاستخفاف بالمعارضة التركية لخطوة البارزاني، خصوصا بعد اعتبار أنقرة، على أعلى المستويات ممثلا بالرئيس اردوغان، أن مثل هذه الخطوة تهدّد “الأمن الوطني” لتركيا وفي نفس السياق ليس سهلا أيضا رفض الرضوخ للضغوط الإيرانية التي تحمل في طياتها تهديدا بترك “الحشد الشعبي”، أي الميليشيات المذهبية العراقية التي هى في إمرة طهران، بالدخول في مواجهة مع قوات “ البيشمركة ” الكردية.

إقليميا وكما قدمت فإن حركة الاكراد الانفصالية هي النقطة الوحيدة الجامعة بين دول الجوار للكرد في كل من  ايران وتركيا وسوريا والعراق ولكل من هذه الدول مخاوفها ويجمعها عوامل مشتركة هي المخاطر التي تمس الأمن القومي لكل من هذه الدول وهو ما دعاها لتنفيذ إجراءات حاسمة وخصوصاً تركيا وايران من خلال اغلاق المعابر الجوية والبرية كتدبير تحذيري رغم امكانية الذهاب الى تدبير عسكري مشترك ايراني – تركي – عراقي وهو امر وارد بنسبة عالية وقد ظهر ذلك بوضوح من خلال قيام ايران بنصب منظومات الدفاع الجوي على حدودها مع إقليم كردستان ، وبنفس الوتيرة ما قام عليه البرلمان العراقي وحكومة السيد العبادي من إجراءات تصعيدية من اغلاق المجال الجوي والبري والطلب من الدول وقف الرحلات الجوية الى مطار أربيل في كردستان .

دوليا فإنه يوجد تباينات حول مواقف الدول الكبرى وفي رأينا بأن الموقفين الروسي والامريكي هما بيضتا قبان المواقف اذ ترتبط بكل منهما مصالحها الخاصة في هذا الإقليم فيما لو اعلن استقلاله، روسيا فإن الدعم الموجز الممنوح للاستفتاء الكردي سيكون ناجما في جزء كبير منه عن آمال عقود النفط المربحة، أكثر من اعتبارات الجغرافيا السياسية. .. أمريكيا واستراتيجيتها هنا تعتمد طريقة اضاعة الوقت وانتهاز الفرص والاستفادة من الحالة الامنية الشرق أوسطية وإن تصريحات واشنطن غير الواضحة بشأن القضية، تثير قدراً مماثلاً من المشكلات على الرغم من ان الأكراد العراقيون من أفضل حلفاء الولايات المتحدة الذين ساعدوا في تفكيك نظام صدام حسين، فيما بعد حرب غزو العراق، وفي أعمال القتال الجارية ضد تنظيم " داعش ".

واعتمادا على ما تقدم، وبالنظر الى مصالح الدول في المنطقة ومع حالة الانهيار العربي وتطورات المشاكل العالقة في الوطن العربي وبخاصة ازمة الخليج وحصار دولة فطر وبرغم الرفض العلني للأميركيين لاستفتاء الانفصال الا ان اميركا هي أكثر المستفيدين من الانفصال حيث سيؤمن الانفصال للأميركيين ومعهم " إسرائيل " عدّة مسائل مرتبطة بمشروعهما القديم الجديد في ابقاء الفوضى في سوريا والعراق ووصول الحركات الإرهابية التكفيرية الى مشارف الانهيار الكامل ، الامر الذي يؤل في نهاية المطاف الى جملة من الأهداف والإجراءات من خلال:

1.    ترى امريكا ان الاجواء مهيئه للانفصال وتقسيم العراق، وهي بحاجة لمؤامرة جديدة لإحلال عنصر آخر بعد (داعش) بالمنطقة، ومن هنا فان مؤامرة امريكا الجديدة تتمثل في الدعوة للانفصال في العراق.

2.    إشغال العراق بحرب جديدة طويلة الأمد تبقي العراق في حالة استنزاف وتمنعه من استعادة قدراته الاقتصادية للشروع في عملية اعادة بناء غير مكتملة منذ ما بعد الغزو والاحتلال الأميركي للعراق

3.    تهديد إيران من الخاصرة الكردية عبر اقامة قواعد مراقبة واستشعار دائمة لكل من اميركا و " إسرائيل " وهذا يعني نقل المعركة الى الحدود مع إيران بعد ان عجزت اميركا و " إسرائيل من اخراج القوات الإيرانية من سوريا او ابعادها عن الحدود مع فلسطين المحتلة.

4.    قيام اميركا التي تتحكم بورقة الكرد في سوريا والعراق بان تفعّل علاقتها بأكراد تركيا في حال ذهاب تركيا بعيداً عن الفلك الأميركي ما يعني تهديد تركيا بورقة الأكراد وابتزازها من خلالها  وتحسبا لذلك فقد توصلت روسيا تركيا الى صفقة الـ " S – 400 " حيث لا يمكن تفسير هذه الصفقة الاستراتيجية لدولة عضو في حلف الناتو مع روسيا الا بالمتغير الكبير في السياسة التركية فمنظومة S- 400 سلاح استراتيجي خطير وهام لا يمكن لروسيا ان تبيعه لدولة في معسكر العدو "الناتو " الا بعد التأكد من حقائق مرتبطة بتغير المواقف التركية وهذا يعني اضافة الى سلسلة التناقضات التركية – الأميركية

لكن السؤال المطروح على ما تقدم وبالنظر الى حجم وأهمية الانتصارات التي تتحقق في العراق وسوريا وهي على وشك الوصول الى مرحلة تحقيق الهزيمة الكاملة بالحركات الإرهابية مضافاً لهذه الانتصارات الموقف الروسي المتصاعد والحازم كشريك فعلي في الانتصارات على كل المستويات ... ولا اعتقد هنا بان مجمل الأهداف الأميركية قابل للتنفيذ بعد سلسلة المتغيرات في ميزان القوى كما اسلفت والذي يبد :

- صاعداً لمصلحة محور " ايران – روسيا " ومعهما تركيا الساعية الى الحفاظ على امنها القومي والتفتيش عن دور جديد يتناسب مع طبيعة المتغيرات

- وهابطاً بالنسبة لأميركا و " إسرائيل " وهنا وفي رأينا قد تلجأ امريكا دبلوماسيا بعدم تنفيذ أو تعليق وتأجيل الاستفتاء، فسببه هو استغلالها للفرص والامكانيات للإعداد لأهداف مستقبلية لها في مشروع تقسيم العراق والعديد من بلدان هذه المنطقة. وهي بدعوتها لتعليق الاستفتاء انما تسعى وراء تحويل بعض التهديدات الى فرص، لأنها تسعى وراء نيل مزيد من التنازلات من الحكومة المركزية في بغداد، وتريد استحصال المزيد من التنازلات لحكومة كردستان العراق الموالية لها من الحكومة المركزية العراقية واعطاء الدولة الصهيونية الفرصة لتصول وتجول، او الاعتراف بـ (اسرائيل) والتعاطي معها سياسياً وتجارياً.

وأخيرا وليس اخرا اعتقد انه من الافضل للأكراد العودة للحوار والتعقل والتفاعل الإيجابي مع الحكومة المركزية في بغداد، منوها بأن حسابات القادة الكرد في كردستان العراق يجب ان لا تتجاوز حدودهم الى كرد سوريا وايران وتركيا كونهم لا يملكون مثلهم نفس الشروط الديموغرافية والجغرافية وانهم يسيرون في حلمهم لإنشاء دولتهم المستقلة منفذين دوراً وظيفياً " باعتقادي رسم لهم من دوائر القرار العالمية " وبما يتوافق مع الدور الوظيفي للكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة الداعم العلني الوحيد للانفصال دون ان يتمكنوا من تحقيق حلمهم ، وبما يتماشى مع هذا الاتجاه فقد قالت اسرائيل وعلى لسان رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو إن «إسرائيل تدعم الجهود المشروعة التي يبذلها الشعب الكردي من أجل الحصول على دولة خاصة به»، كما ان لإسرائيل مصلحة في إيجاد وكيلٍ لها يشارك إيران حدودها الغربية الجبلية الممتدة.

وختاما ... قصص من الابتلاع أتت على الأرض العربية في اقتطاع " مبرمج - ممنهج " فكانتا سبتة ومليلية المغربيتان وجزر الامارات و لواء الاسكندرونة وفلسطين المغتصبة وجنوب السودان وها هو كردستان العرق يتذيل قائمة نهب الأراضي العربية والتصدعات الأمنية الحاصلة في منطقتنا ونحن في سبات مستديم في ليل الشتات والانقسام والتشرذم العربي والذي لم يحن بعد ان نستفيق منه، ... ومن هو التالي الذي سيتم اجتزائه ... الله اعلم ودول القرار العالمي اعلم!!

السلام عليكم ،،،

arajoub@aol.com








طباعة
  • المشاهدات: 18203
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
28-09-2017 06:58 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
ما رأيك بأداء وزارة الاستثمار برئاسة مثنى الغرايبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم